کد مطلب:332592 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:252

مناقشة الإجماع علی خلافة أبی بکر
ویبقی الإجماع، إجماع الصحابة علی خلافة أبی بكر، وأنتم

أعرف بحاله، ولا أحب الدخول فی هذا البحث، لأنه سیجرنا إلی قضایا قد لا یقتضی ذكرها فی الوقت الحاضر. وأی إجماع هذا الذی یدعونه علی إمامة أبی بكر؟! وتلك قضایا السقیفة وملابسات بیعة أبی بكر وإمامته التی یقولون بها، ولربما نتعرض إلی بعض النقاط المتعلقة بهذا الأمر فی بحثنا عن الشوری التی خصصنا لها لیلة. ولكن الذی یكفی أن أقوله هنا هو: أن صاحب شرحالمقاصد [1] وغیره من كبار علماء الكلام یقولون بأنا عندما ندعی

الإجماع، لا ندعی وقوع الإجماع حقیقة، عندما نقول: قام



[ صفحه 48]



الإجماع علی خلافة أبی بكر، لیس بمعنی أن القوم كلهم كانوا مجمعین وموافقین علی إمامته، بل إن إمامته قد وقعت فی الحقیقة ببیعة عمر فقط وفی السقیفة، بعد النزاع بین المهاجرین والأنصار، وإلقاء النزاع بین الأنصار الأوس والخزرج، یكفی أن أشیر إلی هذا المطلب. لكن مع ذلك عندما نراجع إلی هذه الكتب یقولون بأن الأولی أن نسكت عن مثل هذه القضایا ولا نتكلم عنها، فإن رسول الله قد أمر بالسكوت عما سیقع بین أصحابه، لا داعی لطرح مثل هذه القضایا وللتعرض لمثل هذه الأمور. وإنی أری من المناسب أن أقرأ لكم نص عبارة السعد التفتازانی فی شرح المقاصد، لتروا كیف یضطربون، وإنهم إلی أین یلتجئون، یقول السعد: إن جمهور علماء الملة وعلماء الأمة أطبقوا علی ذلك - أی علی إمامة أبی بكر - وحسن الظن بهم یقضی بأنهم لو لم یعرفوه بدلائل وإمارات لما أطبقوا علیه. قلت: إذا كان كذلك، إذا كنا مقلدین للصحابة من باب حسن الظن بهم، فلماذا أتعبنا أنفسنا؟ ولماذا اجتهدنا فنظرنا فی الأدلة وجئنا بالآیة والحدیث، كنا من الأول نقول: بأنا فی هذه المسألة



[ صفحه 49]



مقلدون للصحابة، فعلوا كذا ونحن نقول كذا، لاحظوا، ثم یقول التفتازانی: یجب تعظیم الصحابة والكف عن مطاعنهم، وحمل ما یوجب بظاهره الطعن فیهم علی محامل وتأویلات، سیما المهاجرین والأنصار.



[ صفحه 51]




[1] شرح المقاصد 5 / 254.